القرآن الكريم هو مصدر الهداية والراحة للمسلمين في كل وقت وحين، ويحرصون على قراءته وتدبره في جميع أوقات حياتهم، سواء في اللحظات الهادئة أو أثناء انشغالهم بأمورهم اليومية، ومع تزايد الحاجة إلى التيسير في الوصول إلى نصوص القرآن الكريم، أصبح من الضروري توفير وسيلة تتيح للمسلمين قراءته في أي زمان ومكان، ومن هنا يظهر دور تطبيق القرآن الكريم الذي يقدم للمستخدمين إمكانية التلاوة والاستماع والتدبر بكل سهولة، ليكون رفيقاً دائماً في رحلتهم الروحية، مع ميزات مبتكرة تواكب احتياجاتهم في عالم اليوم.
القرآن الكريم آخر الكتب السماوية
القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الكتب السماوية وأعظمها، فهو يحتوي على هداية للبشرية ويشمل كل جوانب الحياة من العقيدة والعبادات والمعاملات، وهو معجز من حيث اللغة والمحتوى.
نزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم تدريجياً على مدار 23 سنة، من عام 610م إلى عام 632م، عن طريق الوحي بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام، وقد بدأ نزول القرآن في غار حراء في مكة المكرمة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد ويتأمل، ثم تتابعت الآيات في فترات مختلفة وفقاً للظروف والأحداث التي كان يواجهها النبي والمسلمون في ذلك الوقت.
وقد نزل القرآن باللغة العربية بلسان مبين، وقد حفظه الله تعالى من التحريف أو التغيير، وضمن له البقاء سالماً كما هو إلى يوم القيامة، وقد تمت عملية جمع القرآن الكريم في مصحف واحد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قام الصحابة تحت إشراف الخليفة الثالث عثمان بن عفان، بجمعه في مصحف واحد وتوزيعه على أنحاء العالم الإسلامي، ومنذ ذلك الحين، تم الحفاظ على نص القرآن كما أنزله الله تعالى، دون أي تغيير أو إضافة أو نقص، مما يجعله معجزة خالدة للأجيال المتعاقبة.
أسباب نزول سورة الملك
سورة الملك المعروفة أيضًا بـ “المنجية”، هي من السور المكية التي نزلت لتعزيز العقيدة الإسلامية وتأكيد التوحيد، والرد على المشركين الذين أنكروا البعث والنشور، وتتناول السورة إثبات عظمة الله وقدرته من خلال عرض مظاهر خلقه للسموات والأرض وتنظيم الكون، مع دعوة الإنسان للتفكر والتأمل كدليل على وحدانيته، كما تُذكّر السورة بعاقبة الكافرين الذين ينكرون الحق، وتحذرهم من عذاب جهنم، وفي الوقت ذاته تحث المؤمنين على الاستبشار برحمة الله ونعمه التي لا تُحصى.
وتتميز سورة الملك بفضل كبير ورد في السنة النبوية، حيث قيل إنها تشفع لقارئها يوم القيامة وتمنع عنه عذاب القبر، كما جاء في حديث النبي ﷺ: “إنَّ سورةً من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك” (رواه الترمذي وصححه الألباني)، لذا تُعد السورة تذكرة مستمرة بعظمة الخالق وضرورة الاستعداد للآخرة من خلال الإيمان والعمل الصالح.
موضوعات سورة الواقعة
سورة الواقعة تتناول عدة موضوعات مهمة تتعلق بالعقيدة والآخرة، حيث تبدأ بتأكيد وقوع يوم القيامة الذي لا مفر منه، وتصف السورة هذا اليوم العظيم الذي سيحدث فجأة، مع حدوث تغييرات جذرية في الكون، كما أنها تتحدث عن مصير البشر في الآخرة، حيث قسمتهم إلى ثلاثة أقسام وهم السابقون وهم من المؤمنين المخلصين الذين ستكون لهم أعلى المنازل في الجنة، وأصحاب اليمين الذين يظفرون بالجنة، وأصحاب الشمال الذين يتوجهون إلى الجحيم بسبب أعمالهم السيئة.
كما تناولت السورة وصفًا دقيقًا لنعيم الجنة وعذاب النار، موضحة نعيم أهل الجنة من الأنهار والثمار والمكانة الرفيعة، في مقابل عذاب أصحاب الشمال في نار جهنم، وأكدت السورة على دلائل قدرة الله في الكون، من خلق الإنسان من نطفة، وتدبير الأرض والسماء، وهو ما يعزز الإيمان بوحدانية الله، كما حذرت السورة من التكذيب بالوحي وباليوم الآخر، مشيرة إلى أن المكذبين سيكونون في خسران وهلاك.